الثلاثاء، 18 يونيو 2013

ثلاثة أسباب تجعلك مدمنا على الوجبات السريعة

ثلاثة أسباب تجعلك مدمنا على الوجبات السريعة 

في السنوات القليلة الماضية إنتصبت فروع أكبر شركات الأكلات السريعة في غالبية البلدان العربية، وأصبحت تمثل البديل عن الطبخ في المنزل لجزء كبير المواطنين العرب .
لكن الوجبات التي تقدمها تلك الشركات تطرح العديد من الأسئلة حول طبيعة المواد المستعملة فيها ومدى صحيتّها وتأثيرها على صحة متناوليها، سواء في بلدان منشئها أو في المجتمعات العربية ، إضافة إلى كونها تحولت في العديد من الأحيان إلى نوع من الإدمان بشريحة كبيرة من المواطنين خصوصا الشباب منهم .
في هذا المقال سوف نبين بعض الحقائق -غير المنتشرة- عن الوجبات السريعة والشركات المنتجة لها .

الشركات تتعامل مع الحرفاء على أساس أنهم مدمنون :


تعتبر رقائق البطاطس أكثر المنتجات المسببة المُدمن عليها وذلك لأنها مصنوعة بطريقة تجعلها كذلك (1)، فعندما تضع قطعة بطاطس في فمك يؤثر الملح الموضوع عليها بالإضافة إلى خفتها على مراكز اللّذة في الدماغ . النشاء الموجود في البطاطس يحتوي على نفس كمية الغلوكوز الموجودة في السكر لكنّه يتحلل أسرع منه في الدم. ذلك الشعور الذي تحس به يجعلك بسرعة تريد أن تأكل قطعة أخرى فتفعل ذلك ولا تستطيع أن تتوقف عنه لأنها في الواقع لا وزن يذكر لها فهي رقيقة جدا وبالتالي لا تملئ المعدة ولا تشبع .
وهناك شعر مستعمل من قبل أحدى الشركات المصنعة للبطاطس وهو 'لا يمكنك الإكتفاء بكيس واحد منها'، هذا الشعار يعكس ما قلناه سابقا حول الإدمان، فكما لا يمكنك أن تكون مستعملا نادرا للهرويين كذلك لا يمكنك أن تأكل تلك البطاطس لمرّة واحدة في حياتك! .

إن نوعية الطعام المسببة للإدمان لم تأتي بمحض الصدفة فهي مفتعلة من قبل الشركات التي تنتجها وهي (الشركات) تستغل ذلك لجني أكبر قدر ممكن من الربح المادّي من خلالها. فشركة كوكا كولا على سبيل المثال تعلم أن 20% من المشترين لسلعتها هم الذين يستهلكون 80%  من إنتاجها لذلك هي تستهدفهم بكل الطرق الممكنة (2) ، وهدفها هو الترفيع من نسبة الناس المدمنين على منتوجاتها .

حتى المنتوجات الصحية وقع خلطها بمواد أخرى :


شركات إنتاج الطعام تضع السكر في كل منتوجاتها تقريبا بدأ بالحليب ومشتقاته وصولا إلى الخبز القمحي. إذن ليس أكلوا الوجبات الجاهزة فقط هم من يصيبهم الإدمان بل كل من لا يزرع ما يأكل بنفسة تقريبا !

هناك إحصاءات غربية تقول أن 80% من الطعام الذي يباع في الولايات المتحدة الأمريكية يحتوي على السكر المُعالج، والسُكر المعالج له 56 إسما مختلفا، هذا يعني أنه حتى إذا ما حاولت تجنب تلك الأطعمة لن تستطيع القيام بذلك لأنك لن تتعرف عليها بسبب تعدد أسماء السكر المعالج المستعمل فيها !!

وحتى الأطعمة التي لا يكون مذاقها حلوا، يقع وضع مواد كيمائية فيها تتحول داخل الجسد إلى سكر، والهدف من وراء ذلك هو جعل الأطعمة التي لا تحتوي على سكر أو ملح على غرار ما يقدموه هم، يكون مذاقه سيئا بالنسبة للمستهلك وذلك لأنه عُوّد على طعامهم 'المُعدل' .

وقد قام علماء في الولايات المتحدة بتجربة وضعوا خلالها 'سكر الفاكهة' لفئران تجارب، فلاحضوا تغيرات في سلوك الفئران شبيه جدا بالتغيرات السلوكية التي تحصل لمدمني المخدرات إضافة إلى إزدياد مطرد -غير طبيعي- في وزنها (3).

الشركات تصرف كثيرا من المال لإقناعك بعكس ما قرأته الأن :


من المعروف علميا أن عقل الإنسان يرفض فكرة الإدمان على شي ما وبالتالي ينكرها حتى مع وجود الإدمان، وشركات الطعام الناهية تعلم هذه الحقيقة وتستغلها على أكمل وجه .

فعلى سبيل المثال مررت قناة فوكس الأمريكية تقريرا بعنوان 'قد لا تكون الأطعمة الجاهزة  مسببة للإدمان' ، وقاموا بالتحدث مع عالم قام بتجربة قدّم خلالها طعاما غير صحيّ لفئران التجارب لمدة طويلة ثم قام يتقديم طعام صحي لها، فرفضت أكله وخيّرت أن لا تأكل لمدة أسبوعين. وفي تجربة أخرى خيّرت الفئران أن تتعرض لصدمات كهربائية وتأكل طعاما غير صحي على أن تأكل الطعام الصحي .
وهتان التجربتان تثبتان أن الفئران أدمنت على الطعام غير الصحّي .
لكن العالم قال في تلخيصه للتجربتان أنه 'تقنيا الطعام لم يترك على الفئران نفس الأثر الكيميائي لإدمان المخدرات' فعنونت القناة تقريرها 'قد لا تكون الأطعمة الجاهزة مسببة للإدمان' ، وهي بذلك حرّفت محتوى التقرير .

إن محللي الأسواق يعلمون أن الأشياء التي تعتبر مسببة للإدمان مرفوضة شعبيا وبذلك لن يقدمها الناس لأطفالهم (4). لذلك تهتم الشركات المصنعة للأطعمة بسمعتها إعلاميا وتحاول أن تلمّع صورتها بالتعاون مع شركائهم في الأجهزة الإعلامية حتى تبقى مبيعاتها في أعلى المستويات .



---------------------------
المقال مترجم بتصرّف، المقال الأصلي بالإنجليزية .


0 التعليقات: